تصميم الموضوع
أ-النظام السياسي:
ب-الديانة:
ج-نظام الجيش:
د-الاقتصاد:
2-الانكا وحضارتهم: Incas
أ-النظام السياسي:
ب-الديانة:
ج-الجيش:
3-المايا وحضارتهم: les Mayas
أ-علم الرياضيات والفلك:
1-الأسباب والدوافع:
أ- الرغبة في الحصول على المواد الثمينة، الذهب، الفضة، الحرير و التوابل:
ب- نشر الدين المسيحي:
ج- تقدم علم الجغرافيا والفلك:
د- تطور صناعة السفن:
ه- النمو الديمغرافي:
2-الرواد والمواقع:
أ- الرحالة كريستوف كلومبس
ب- الرحالة أمريكو فسبوشي Amerigo Vesfrercci
ج- الرحالة ماجلان
د- الرحالة كورتيز Cortez
ه- الرحالة بيزارو Pizarro
و- الرحالة كابرال Alvarez Cabral
ز- الرحالة جون كابوت Joh Cabot 1497
ح- الرحالة كارتييه Cartier
أمريكا قبيل الاكتشافات الجغرافية الكبرى
مقدمة
يكتسي تاريخ أمريكا أهمية خاصة، باعتبار أنه تاريخ حديث النشأة بالمقارنة مع تاريخ العالم القديم، وحافل بالأحداث والمفاجآت، ومثير للإعجاب، لكونه يلخص تطور النظم السياسية والإقتصادية والإجتماعية للإنسانية. إنه تاريخ مثير للإهتمام والإعجاب، لأن معظم تلك القوى والعوامل التاريخية التي صاغت العالم الحديث، عملت على أرض أمريكا، وصارت جزءا لا يتجزأ من تاريخها، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: الاستعمار.الهجرة، القومية، الثورة العلم، الدين، التصنيع، النظم السياسية، الديموقراطية، الحرية...الخ، كما نجد على أرض أمريكا الشاسعة تعدد الأجناس البشرية، واللغات، والعادات والتقاليد..
وقبل أن نعالج تاريخ أمريكا الحديث، الذي يبتدئ من عهد الإكتشافات الجغرافية الكبرى، إرتأينا، أن نتناول تاريخ أمريكا قبيل الإكتشافات، بشكل موجز، مركزين على شعوبها (سكانها) الأصليين وحضارتهم، متوخين من وراء ذلك إعطاء صورة موجزة عن أمريكا في العصر القديم الذي هو جزأ لا يتجزأ من تاريخ أمريكا العام.
من هذا المنطلق نتساءل: متى يبدأ تاريخ أمريكا القديم؟ بدأ تاريخ أمريكا القديم، ببداية استيطان الإنسان قارة أمريكا، حيث تساهم العلوم المساعدة لعلم ما قبل التاريخ (من أهمها: علم الأنثربولوجيا، والأركيولوجيا، والإثنولوجيا، والجيولوجيا) على استجلاء قضايا هذا الاستيطان، وإثارة تساؤلات وإشكالات معقدة، تعددت بصددها آراء الباحثين، بتعدد اختصاصاتهم واجتهاداتهم.
فهل يمكن لنا، من خلال هذه الآراء، أن نحدد تاريخ استيطان الانسان لهذه القارة؟ ولأي فصيلة ينتمي هذا الانسان؟، وهل كان واعيا بأنه استوطن واستقر في عالم جديد ظل في حكم المجهول منذ الزمن السحيق؟
حاول الباحثان الأنتروبولوجيان، بليز وهويجر1، الاجابة عن بعض هذه الاسألة، بقولهما:"وصل الانسان الى العالم الجديد في مرحلة متأخرة من تطوره، وكان عبارة عن نمط مكتمل النمو وحديث نسبيا من الانسان العاقل". يفهم من هذا القول، أن الانسان استوطن قارة أمريكا في وقت متأخر نسبيا من تطور البشرية، مقارنة مع استيطانه العالم القديم. فهل هناك تاريخ محدد لهذا الاستيطان؟ بحث المؤرخ والانتربولوجي هاولز2 في هذا الموضوع، وحاول التدقيق فيه معتمدا على منهج وأدوات تخصصه، فاستحال عليه الاتيان واعطاء نتيجة تقريرية أكيدة، بقوله: "من المستحيل أن نحدد الان بالضبط متى دخل الانسان أمريكا لأول مرة "(ما وراء التاريخ:374). فاذا استحال التحديد التاريخي، كما هو الشأن مع باحثين اخرين، فهل يمكن ترجيح فترة تحقيبية تقريبية؟.
يضيف نفس الباحث قوله بأن الطريقة الراديوكربونية التي بواسطتها يتم تحديد تواريخ المخلفات الأثرية، تفيد أن الانسان كان يعيش هناك قبل عام 10.000 ق.م (أي قبل العصر الميزوليثي في أوربا بوقت طويل).كما يشير بيلز3 الى أن الشواهد التي لا خلاف عليها بوجه عام، تدل على وجود الانسان في امريكا الشمالية حوالي 9500 ق.م. وفي أمريكا الجنوبية حوالي 9000 ق.م.
من خلال هذه التواريخ التقريبية، يتبين لنا، أن استيطان قارة أمريكا، حدث في غابر الازمان، ولعل ذلك صادف العصر الحجري القديم الأعلى، حيث كان الانسان يعتمد في حياته المعيشية على الصيد والقنص. فكيف تأتي لهذا الانسان العبور الى أمريكا؟ وما موطنه الأصلي.
ان الدراسات الأثرية والتاريخية، تؤكد أن العبور حدث صدفة أثناء اجتياز جماعة من الصيادين لمضيق \ لجسر بري كان يربط بين شمال شرق أسيا (سيبريا) وشمال غرب أمريكا (الشمالية ألاسكا) بحثا عن الحيوانات. لكنهم لم يكونوا يعلمون أنهم دخلوا عالما جديدا يزخر بحيوانات الصيد. كما أنهم لم يعلموا أنهم كانوا أول كانوا أول أناس يستوطنون أمريكا.
انهم كانوا زمرة منعزلة من جماعات الصيادين الذين كانوا ينتشرون حينذاك في الشرق، وينتمون عرقيا الى الفرع المنغولي.يقول أحد الباحثين4 في هذا الصدد: "ويوافق كل داس جاد على أن أول الهنود الحمر الأمريكيين، لا بد وأن يكونوا قد قدموا من أسيا سيرا على الأقدام في الوقت الذي أدى فيه انخفاض منسوب مياه البحر الى خلق جسر بري في منطقة مضيق بيرنج الواقع بين أسيا وألاسكا"5
وهكذا يبدو أن الانسان الذي استوطن أمريكا لأول مرة، يرجع أصله، حسب المعطيات الأنثربولوجية والاثنولوجية والاثرية، الى الجنس المنغولي الاسيوي، (منغوليا تقع شمال الصيد). ولا يستبعد أن يكون هذا الانسان الجنس نفسه استمر في الوجود بهذه البلاد، عبر الحقب التاريخية المختلفة، وأنتج حضارة خاصة تختلف في مجملها عن تلك التي وجدتفي العالم القديم (الشرق)، وبقي بها الى أن بزغ عهد الاكتشافات الجغرافية الكبرى، التي كان من ورائها اكتشاف أمريكا على يد الرواد الاوربيين، في أواخر القرن 15 الميلادي. وان الرحالة كولومبس هو الذي أطلق على سكان أمريكا الأصليين، اسم:الهنود فبقي علما عليهم الى الان.
وتؤكد معظم الدراسات والابحاث حول تاريخ أمريكا القديم، أن شعوب أمريكا كان لها نصيب وافر في مضمار الحضارة الانسانية، فما هي أهم هذه الشعوب وأقواها تأثيرا وبروزا؟ وأين تجلت أبرز مظاهر حضارتهم؟.
الاجابة ستكون مختصرة ومركزة على الشكل التالي:
1-الأزتيك وحضارتهم:
استقر شعب الأزتيك في أمريكا الوسطى منذ عهد قديم، واتسمت وضعيتهم الجيوسياسية بها، بعدم الاستقرار، تبعا للظروف السياسية والاقتصادية والاجتماعية للمنطقة بصفة عامة. وتشير الدراسات التاريخية الى أن هذا الشعب الذي كان يغلب عليه طابع الترحال استقر بقوة السلاح في سهل المكسيك وجعله موطنا دائما له، وذلك خلال القرن 13 الميلادي، وفي هذا السياق تسرد\تحكي الروايات الشفوية أن التنوتشان (الاسم المحلي لقبائل الأزتيك) أو الأزتيك وصلوا الى شاطئ البحيرة الموجودة في منطقة تشابولتيك الحديثة حوالي 1250م، وهاجموا القبائل المحلية وأجلوها عن أراضيها، ولاحظ هاولز (ما رواء التاريخ:423) في هذا الصدد أن الازتيك اتبعوا سياسة العنف تارة، وسياسة المهادنة تارة أخرى، ولم يعملوا على ادماج هذه القبائل المغلوبة في بوتقة واحدة، كما كان يفعل شعب الانكا، بل عملوا على اخضاعها لولائهم وفرض الضرائب عليهم مع شن الحروب لارغامهم على دفعها. وتشير بعض الدراسات6 الى أن الأزتيك، لم يكونوا قد بنوا لأنفسهم مكانة كبيرة بين سكان أمريكا الوسطى، الى حدود القرن 15 الميلادي، الا أنهم بعد ذلك تحالفوا مع بعض القبائلالمجاورة مما سمح لهم تدريجيا بالسيطرة على كل الشعوب المجاورة لهم واقامة دولة كبيرة شملت القسم الأكبر من بلاد المكسيك الحالية.
وقد نمت عاصمتهم الشهيرة باسم Tenochtitlan (مكسيكو الحالية) واتسع عمرانها بشكل ملفت للنظر، حتى أن رواد الاكتشافات الاسبان، استغربوا لكبرها وتنظيمها وازدهارها. وتجدر الاشارة الى أن بناء العاصمة، كان سنة 1324م ولم تبلغ ذروة ازدهارها الا قبيل الاكتشافات الجغرافية الكبرى، بوقت قصير.حتى أن قدوم الاسبان الى هذه المنطقة في اطار الاكتشافات، صادف أزهى فترة كانت تمر بها الحضارة الأزتيكية، فما هي أهم مظاهر هذه الحضارة.
أ-النظام السياسي:
تشير الدراسات المهتمة بتاريخ حضارة شعب الأزتيك، أن هذا الأخير، كان قد توصل الى نظام سياسي متطور، يعكس ثقافته وتجاربه السياسية، بالرغم من وجود بعض التأثيرات السياسية ذات النزوع القبلي القديم.
وأهم المكونات السياسية الهيكلية لنظام امبراطورية الأزتيك، نجد، في المقدمة الملك\الامبراطور الذي كان يعتبر في نفس الوقت القائد الأعلى للجيش، ينتخب من طرف رؤساء الجيش العشائريين. ويأتي في المرتبة الثانية من حيث الأهمية السياسية في تسيير دواليب الحكم، مجلس خاص، يعد بمثابة المستشار الأساسي للحاكم\الامبراطور. ثم هناك هيئات وأطر سياسية أخرى، لها وزنها السياسي والاداري، داخل الامبراطورية الأزتيكية.
والجدير بالذكر أن النظام الأزتيكي، كان يمر بمرحلة حاسمة، قبيل مجيء الاسبان، حيث أصبح الامبراطور حاكما قويا له الكلمة العليا، وسلطته نافذة. كما كانت الامبراطورية مقسمة الى وحدات جغرافية ذات طابع سياسي، تمثله دويلات المدن –كما كان الشأن في الشرق الأدنى القديم تقريبا- التي كانت تخضع لاتحاد مؤلف من ثلاث مدن دول في المكسيك، وبمرور الوقت سيطر على هذا الاتحاد أحدأعضائه، والمتمثل في مدينة تينو شتيتلان Tenochtitlan (التي تقع في نفس مكان مدينة المكسيكو الحالية). وكان من واجب كل مدينة أو موقع خاضع للسلطة أن تدفع الجزية لتينو شتيتلانن وان يعترف بسيادتها.
ب-الديانة:
اعتقد شعب الأزتيك في وجود الهة متعددة، تتحكم في تسيير البشر والكون عامة، وفق رغباتها وارادتها، التي لا تفوقها ارادة. وبناء على ذلك وجب تقديسها. والايمان بصفاتها وارادتها، والعمل على التقرب اليها بشتى الوسائل والأسباب، ومن ثم ارضاؤها والحصول على غفرانها وثوابها. وقد لاحظ بعض الباحثين 7 أن شعب الأزتيك، كان له ميول واضح نحو فكرة التوحيد الذي يعود فيه الى رجال الدين المثقفين، الا أن هذا التفكير –حسب نفس الباحث- بقي محصورا في اطار ضيق ولم يصل الى عامة الشعب.
وقد اهتم السكان بالمعابد، التي كانت تبني فوق الاهرامات، وتشعل النار في أماكن خاصة بها. وتبقى مشتعلة في الليل والنهار، تعبيرا عن التقرب الى الالهة وارضائها.
التضحية بالبشر في حضارة الأزتيك المكسيكية، طقوس دينية اعتقدوا فيها أن الرب لن يرضى بديمومة الحياة إلا بخلع قلوب البشر |
ج-نظام الجيش:
عرف الأزتيك نوعا من التنظيم العسكري الخاص بهم، فقد بقي النظام العام للجيش يرتكز على العشائر والقبائل التي ظلت تحتفظ بأهميتها عبر التاريخ، حتى أن الامراطور نفسه كان ينتخب من بين رؤساء الجيش العشائريين. كما أن مكانة أفراد الجيش في مجتمع الأزتيك، كانت تعادل في قيمتها مكانة الكهنة ورجال الدين، الذين كانوا يحظون بامتيازات وعلو الهمة.
وبفضل التنظيم المحكم للجيش وضبط أموره، حقق الأزتيك انتصارات هامة سيطروا خلالها على بقاع شاسعة الأطراف في أمريكا الوسطى، وكونوا امبراطورية لها وزنها على المستوى المحلي والاقليمي، بانت موهوبة الجانب في أمريكا الوسطى شاملة.
د-الاقتصاد:
اعتمد الأزتيك في حياتهم الاقتصادية على عدة قطاعات انتاجية، من أهمها: الفلاحة (الزراعة، الرعي, تربية الماشية)، والتجارة، والصناعة، وسنركز هنا على التجارة نظرا لأهميتها في حياة الانسان الأزتيكي.
ان قطاع التجارة كان مزدهرا، ويعرف نموا متزايدا، كما تشير الى ذلك المعطيات الأثرية والدراسات التاريخية.يقول هاولز في هذا الصدد:"وقد وجد الاسبان التجارة هناك منظمة تنظيما دقيقا، وأن مدنهم الرئيسية بها أسواق وطرق ممهدة تشرف الحكومة على صيانتها، كما وجدوا أنهم يتخذون من بعض السلع أداة للتعامل كالنقد (مثل الأقمشة والحنطة وثمار الكاكاو) وذلك بالاضافة الى السلع الأخرى التي كانت تأتيهم بصفة مستمرة كجزية تدفعها القبائل الخاضعة لنفوذهمّ8
ولتسهيل مأمورية توزيع السلع داخل الامبراطورية، أقيمت أسواق ضخمة في كل مدينة، وكانت الأسواق ترتبط، فيما بينها وبمدينة تينو شتيتلان (مكسيكو الحالية) مركز الامبراطورية الاداري والسياسي والاقتصادي –بتجار رحل كان لهم مركز رئيسي وفي العاصمة.
ولضبط شؤون البيع والشراء. فقد وضعت الاسواق تحت مراقبة موظفين (المحتسبون) معينين يعملون على حفظ النظام داخلها. ويباشرون دقة الأوزان والمكاييل ويحسمون المنازعات.
2-الانكا وحضارتهم: Incas
لاحظ المؤرخ والأنثربولوجي هاوزل. أن الشعب الانكي، ظل مغمورا الى حد ما، بين دول أمريكا الجنوبية في العصور القديمة. بالرغم من منجزاته الحضارية.
الا أنه في القرن 15م سيبرز هذا الشعب
بشكل أكثر فعالية واثارة مكونا امبراطورية كبرى في منطقة أمريكا الجنوبية. ففي سنة
1445م خاض الانكا حروبا ضروسا لاخضاع المناطق المجاورة لهم، فانطلقوا من
ضفاف بحيرة واقعة في مرتفعات جبال الأنديز في بلاد البيرو، وقضوا على نفوذ كل من
كان قبلهم من شعوب وحضارات، وجعلوا مدينة كوزوكو عاصمة لهم، وقد امتد نفوذهم
تدريجيا حتى شمل في مطلع القرن 16 الميلادي، بلاد البيرو كلها وبوليفيا
والاكوادور وقسما من بلاد الشيلي.
ونجح الانكا أيما نجاح في الحفاظ على وحدة امبراطوريتهم الشاسعة، واستقلالها، الى أن قدم الاسبان بخيلهم وسلاحهم المتطور، وقتلوا أتاهوالبا Atahualpa اخر حكامهم، وقوضوا بذلك أسس هذه الامبراطورية. فما هي أهم منجزات الانكا الحضارية؟.
يمكن ايجاز ذلك في النقط التالية:
أ-النظام السياسي:
كانت الحياة السياسية لدى شعب الانكا، تتمحور حول نظام سياسي هيكلي عام، يشبه في خطوطه العريضة لأنظمة شعوب أمريكا المعاصرة لها، فقد كان على رأس هذا الهيكل العام، الامبراطور\الحاكم الذي يعتبر هو الحاكم الأعلى والفعلي للبلاد، وسلطته مطلقة في أمور الدين والدنيا على السواء، وله مكانة مقدسة، لا تعلوا عليها الا مكانة الالهة.
والى حين قدوم الاسبان الى المنطقة، كان الشعب الانكي يذكر أسماء اثني عشر حاكما من حكامهم. يزعمون أنهم انحدروا من الشمس. وقد بلغت امبراطوريتهم أوج ازدهارها خلال حكم الاباطرة الاربعة الاخرين.
ويحتل المرتبة الثانية في هذا الهيكل السياسي، رؤساء الأقاليم أو الوحدات الجغرافية السياسية. الذين كانوا يقيمون في العاصمة، ويشكلون مجلسا سياسيا واداريا خاصا يساعد الحاكم.
ان الانكا توصلوا الى نوع من النظام السياسي المتطور، حيث تمكنوا بواسطة من تدعيم نفوذهم واقامة امبراطورية شاسعة. نعمت بالاستقرار والرفاه ردحا من الزمن.
ب-الديانة:
سادت عند الانكا عبادة الشمس، التي كانت هي الديانة الرسمية في البلاد، هذا فضلا عن عبادة كائنات أخرى خاصة الحيوانات (التماسيح )، وبعض الظواهر الطبيعية.
ونظرا للأمية التي اكتستها الديانة عند الشعب الانكي، فقد بنيت المعابد لاقامة الطقوس والاحتفالات الدينية بها، وأبرز هذه المعابد، ذلك المعبد الذي أقيم في العاصمة كوسوفو وخصص لعبادة الشمس.
ج-الجيش:
تشير بعض الدراسات التاريخية، الى أن الامبراطورية الانكية، كان لها جيش نظامي مدرب تدريبا حسنا، يقوده ضباط من طبقة النبلاء. الا أنه يلاحظ أن الجيش الانكي ظل يعتمد على أجهزة حربية عتيقة الى حد ما، وهذا ما جعل هاولز يعزو أسباب انتصارات الانكا واتساع رقعة أراضيهم ونفوذهم، ليس الى الأسلحة والقوة العسكرية، وانما الى الزراعة الراقية، وما نتج عنها من فائض الطعام، الذي هيأ للانكا مهمة اتقان فنون الحرب حين سهل مهمة امداد الجيش بالزاد.
3-المايا وحضارتهم: les Mayas
يعد المايا السكان الأصليين لبلاد جواثيمالا وجنوب الهندوراس. وقد اتسع نفوذهم عبر مراحل تاريخية مختلفة ووصل الى الشمال عبر الأراضي المنخفضة حتى شبه جزيرة يوكاتان، حيث حلوا وجعلو بها عدة مراكز حضارية.
امتداد الحضارة الكلاسيكية ومابعد الكلاسيكية للمايا |
"وقد ظهرت مدنهم المشيدة بالحجارة لأول مرة في الأراضي المنخفضة بعد عام 300م، وبلغت روعتها أثناء العصور المظلمة في أوربا ثم طرأ عليها بعد ذلك شيء من التفكك والتدهور يصعب معرفته، وأخيرا بدأت المرحلة النهائية " قبيل قدوم الاسبان، أي من القرن العاشر الى القرن الخامس عشر الميلادي.
ومن أبرز وأشهر مدنهم وأروعها، العاصمة شيشن اتزا Chichen ITWA بحصنها البسيط المقام فوق قمة أحد الأهرام . وهناك مدن أخرى لها خصوصيتها الحضارية مثل : مدينة تيكال Tikal القديمة التي توجد وسط الأدغال، وتمتاز بمعابدها الضخمة، ثم مدينة كوبان Copan المشهورة بأعمدتها المنقوشة...الخ.
وهذا ان على شيئ فانما يدل على اهتمام المايا بالمجال العمراني والهندسي، الذي برعوا وأكدوا تفوقهم فيه، كما أبدعوا وبرعوا في مجالات حضارية وأخرى أهمها:
أ-علم الرياضيات والفلك:
أظهرت\ بينت الاكتشافات الأثرية، والدراسات التاريخية التي جعلت من المايا موضوعا لها، أن شعب المايا، أولى عناية خاصة بالعلوم، وبصفة متميزة، علم الفلك والرياضيات والهندسة.
ب-الديانة:
مارس المايا، الشعائر الدينية، واعتقدوا في وجود الهة متعددة تتحكم في الكون، كما امنو بوجود صراع بين الخير والشر، وأن البشر مسير في أفعاله وسلوكه. ومن أوجب الواجبات التي عليه، الرضوخ للالهة واطاعتها وارضاؤها بشتى الوسائل الممكنة المعبرة.
وقد ساعدتهم الاهتمامات الدينية. على تطوير فني العمارة والتطوير... ويلاحظ أن فنهم يغلب عليه الطابع الرمزي الديني.(الثعبان بالنسبة لهم حيوان مقدس، لهذا كانوا يصورونه كثيرا).
معبد الشمس في مدينة مايا بالينكي، المكسيك. تم بناء المعبد في أواخر القرن السابع الميلادي كجزء من المجمع المعروف بإسم مجموعة الصليب بواسطة الملك باهلام. حقوق الصورة: Alejandro Linares Garcia |
ان شعب المايا، أبدع في ميادين كثيرة خاصة العلمية والثقافية، أما ما يتعلق بالنظام السياسي والمجتمع، فان الدراسات المهتمة بتاريخ المايا لم تزودنا بمعلومات ومعارف من شأنها تسليط الأضواء عليهما.
وتشير بعض الدراسات الحديثة9. الى أن لغة المايا "المحلية لا تزال موجودة حتى الان، وهي أكثر اللغات المحلية انتشارا في أمريكا الوسطى، غير أنها فقدت الكثير من مصطلحاتها القديمة بسبب ما دخلها من كلمات وأفعال أخذت من الاسبانية"10.
من خلال ما سبق، يتبين لنا أن أمريكا (الوسطى) كانت مرتعا خصبا لقيام حضارات محلية راقية، امتدت جذورها الى فجر التاريخ. واستمرت شعوب المنطقة في عطاءاتها الحضارية، الى أن فاجأها \باغتها الاستعمار الأوربي المتهافت بأسلحته المتطورة المدمرة، فوضع حدا لاستقلالها وحريتها. وتطورها الذاتي.
اقرأ أيضا:
- تاريخ أمريكا - الجزء الثالث:الهجرة الأوربية الى أمريكا والكفاح من أجل الاستقلال
📚المراجع:
1-في كتابهما: مقدمة في الأنثربولوجيا العامة، ج1: 261
2-هاولز: ما وراء التاريخ (Back oh History: 374 )
3-بيلز وهويجر: مقدمة في الانثربولوجيا العامة، ج1:262
-الذي ينتمي اليه الصينيون حسب أحد الباحثين (عبد العزيز سليمان نوار)
4-نفس المصدر والصفحة
5-نفس المصدر والصفحة
6-أقصد بها، كتاب:تاريخ الولايات المتحدة الأمريكية الحديث، لعبد العزيز سليمان نوار، وعبد المجيد نعنعي الصادر سنة 1973،ص21.
7-عبد العزيز سليمان وعبد المجيد النعنعي: تاريخ الولايات المتحدة الامريكية.ص.21
8-ما وراء التاريخ: 424.
9-عبد العزيز سليمان نوار، تاريخ الولايات المتحدة الحديث.ص24.
10-نفسه،ص24
0 تعليقات